’ خرابيش أنثى ،
مافينا نكمــل سوآّ ، ..
قالها ولم أتمعن فيها جيداً , لم أفهم معانيها أراها أحرف مبعثرة لا معنى لها ، لم أستطع قراءتها , أحسست وقتها بأنني أمية لا أعرف القراءة لأتفادها , هل هذه هي نهايتي .؟؟
هل ضقت من حمل أمانة قلبي ؟؟ إذا دع هذه الأمانة وبادر بالخيانة و إن فعلتها لا تخف من جروحي أو من لدغات الإهانة , وضعت جروحي أمام مرأى عيناي في جسدي لأخرجها من قلبي و ها أنت الآن تعلن رحيلك يئست مني أرهقك قلبي , سرعان ما أدركت ان جسدي بلا حياة , وها هي مجروحة تضمد جراحها بدموعها, تستلقي على السرير وتحدث نفسها ..
وقد اكتسحت عيناها الدموع وعضت على شفتها المرتجفة وبإبتسامه غير مكترثة لجروحها و آلامها تنظر في أنحاء الغرفة ..
تتساءل :
ماذا حل بي ؟؟! ماذا عساي أفعل ؟؟! هل استطيع إستكمال حياتي ؟؟! قالتها وهي تبلع ريقها وتنظر الى جسدها المرهق بدء قلبها بالإنقباض ,هل يعلن خسارته لها ؟؟! لا أعلم هل السبب غيرتي المفرطة غيرة العشاق ( لا أعتقد ) .
هل السبب .. ؟؟!! بدأت أبحث عن أسباب أصبحت ضائعة , بدأ الصمت والهدوء يتملكني لا أسمع سوا أنفاس مضطربة اااه,
كنت سعيدة بوجودي معه استحوذ ني ولا اعلم كيف استحوذ ني ,
كنت اعتقد بأنني نعمة في حياته كيف تحولت الى نقمة أشعر بالاشمئزاز من حياتي ,
أخذت نفسا عميقا وبحدة ارتفع صدرها منتفخا من الغضب , قائلة : لماذا انا لماذا انا لماذا لم يكن غيري لقد صمدت كثيرا , لقد سئمت من كل شي ..
هل ألوم نفسي أم ألوم أمي على إنجابي أم ألوم قلبي , يا إللاهي استجب دعاء المغلوب على أمره فـ ضيقة الصدر بداخلي أثارها تظهر على جسدي .. ارحمني برحمتك ..
رفعت يدها عاليا قائلة خذني إليك تحت جناح رحمتك لا أستطيع التحمل ..
كاد قلبها أن يتوقف عن الخفقان وهي ترتجف ودموعها تنهمر بغزاره أصبح التعب يتملكها .. أغلقت عيناها إنــه حلم وسأستيقظ منه بعد قليل . أصبحت تفكر هل سيستغني عنها ليس بهذه السهولة أسألك يا من أخذت فكرها وقلبها و أحاسيسها وملكتها يا من تراك في صحوتها وغفوتها . لقد قالوا :
إذا أحبت شيئا بشده أطلق سراحه فإن عاد لك فهو لك لـ النهاية و إن لم يعد لك لم يكن لك من البداية ..
أطلقت سراحك الآن ولازلت بانتظار عودتك أرجو أن لا تخيب ظني فيك ..
فجأة تذكرت مقولة لـ وليام شكسبير :
إذا كنت يوما رجلا بمعنى الكلمة فلا تسمح لـ فتاة تحبها إن تبكي وإذا كنت تعشق تلك الفتاة بصدق فلا تدعها تغيب عنك و إذا كنت تعشقها فلا تسمح لها بالرحيل لأنك إذا أبكيتها ستكتشف بأنك لم تخف عليها يوما أو تركتها تغيب عنك ستكتشف بأنك تستطيع الاستغناء عنها وان سمحت لها بالرحيل ستجعلها تتأكد بأنك لم تحبها أبدا,
وها قد مضى يومان واليوم الثالث بدء بالمضي لم أراه أو اسمع صوته هل هذا صحيح ؟؟!
كيف يسمح لـ معشوقتة بالرحيل دون ردعها .. غبت عنه ساعات لم يأبه لي أو يسأل عني ؟؟ أسندت رأسها إلى الخلف بخيلاء ولكن الغضب المسعور بدا على وجهها أخذت تصطك أسنانها قالت : إن كان هذا ما يريده فـ له ما يريد , ضعفت في هذه اللحظة اغشي عليها لم يستطع جسمها النحيل الضعيف تحمل جروحها وغضبها ..
عصر اليوم الثاني , استيقظت وها هي روائح المعقمات والأدوية , ابتسمت ابتسامة مرهقه متعبه تنظر إلى والدتها التي تنظر إليها وعيناها يملئهما العطف والحنان , ..
أخذت نفسا عميقا بدأت بالبكاء الصامت تستعيد ذكريات قديمة لمن قال لها :
مافينا نكــمل سوا ,
أخيرا : لا تذرف الدموع أبدا على أي كان فإن كان يحبك فقد ألمته وان كان يبغضك فقد أفرحته ودائما ضع دموعك بمرتبه دمك وتذكر أن : نزف دمك المتواصل يجردك الحياة ونزف دمعك المتواصل يجردك الكرامة وكلاهما غاليان ..
[left]