لقد أصبح ـ تقريبًا ـ من الضرورة الحياتية لكثير من الناس أن يكونوا اجتماعيين، حتى على الإنترنت! فالإنسان اجتماعي بطبعه، يحب مشاركة الأفكار والأخبار، وتبادل الصور والملفات مع الآخرين، ومع تطور الإنترنت ظهر ما يلبي تلك الحاجة للمشاركة بما يسمى بـ(المواقع الاجتماعية)، وهي ببساطة: المواقع التي تقدم خدمات؛ مثل: المحادثة الفورية، والرسائل الخاصة، والبريد الإلكتروني، والفيديو، والتدوين، ومشاركة الملفات، وغيرها من الخدمات، ومن أمثلة هذه المواقع المشهورة: فيس بوك، تويتر، ماي سبيس، هاي فايف، أوركت، وغيرها، أما في عالمنا العربي، فالأشهر بالتأكيد هو موقع فيس بوك.
كيف بدأ موقع الفيس بوك؟
لقد بدأ الـفيس بوك ـ تقريبًا ـ منذ خمسة او ستة سنين، وقد أحدث هذا الموقع نقلة فعلية في الإنترنت العربي بشكل ملحوظ، ولهذا الموقع قصة شهيرة، بدأها مارك زوكربيرج؛ ذلك الشاب الذي لم يتجاوز الثلاثين عامًا، وكان قد أطلقه ـ بداية ـ وهو طالب في جامعة (هارفارد)؛ بهدف تجميع زملائه على الموقع، وتكوين مثل مجتمع افتراضي صغير، وكان ذلك في عام 2003 (حيث كان يبلغ من العمر 19 عامًا)، وبعدها توسع الموقع أكثر ليشمل الطلبة الجامعيين بوجه عام من جامعة (هارفرد) أو غيرها، وازداد توسعًا بعد ذلك ليتم إطلاقه عام 2006م بشكل رسمي ومتاح للجميع.
كيف تستفيد من الفيس بوك؟
كثيرون ـ بالفعل ـ يعرفون الفيس بوك، ويقضون عليه أوقاتًا طويلة، ولكن كيف تستفيد ـ عمليًا ـ من وقتك عليه؟
يمكنك الاستفادة من الفيس بوك بطرق متعددة، وعلى مستويات مختلفة:
فعلى المستوى الاجتماعي: يساعدك الفيس بوك على التواصل والتفاعل الاجتماعي ـ بلا حدود ـ في جميع أنحاء العالم؛ وذلك بإضافة أصدقائك، ومراسلتهم ومعرفة أخبارهم، وفيمَ يتحدثون وما هي اهتماماتهم، كما يمكنك النقاش معهم، والاطلاع على آرائهم وأفكارهم وتجاربهم؛ مما ييسر لك تبادل المعلومات وتكامل الخبرات عن طريق ذلك الموقع.
أما المستوى العلمي والدراسي: فقد أسهمت المجموعات والصفحات المختصة بالجامعات على الفيس بوك، التي تناقش فيها أمور جامعتك ودراستك مع زملائك، في بناء مشاركة علمية فعالة؛ بل قد تجد صفحات لأحد أساتذتك تستطيع ـ فيها ومن خلالها ـ التواصل المباشر معه؛ الأمر الذي أدى إلى التميز في تحديد الأهداف وانتقاء مناهج الأبحاث.
وفي حال النشاط العلمي الأوسع والأعمق يسهل عليك متابعة المجموعات، والصفحات العلمية المتخصصة التي يمتلئ بها الموقع؛ مما أوجد نوعًا من الانفتاح العلمي و التلقائية في سرعة وسهولة الحصول على كل ما هو جديد، في مجال التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية الرهيبة، في عصر التقدم التقني الدقيق.
أما على المستوى الاقتصادي في الأعمال والتسويق: فإن الطفرة الهائلة التي أحدثها الفيس بوك ـ من الاستفادة السريعة والمباشرة في المجال الاقتصادي، والسوق الصناعية والأعمال التجارية ـ باتت مثار إعجاب وجذب شريحة واسعة من رجال الأعمال، ورؤساء الشركات والقائمين على الإدارات في مختلف الميادين؛ حيث استطاع الكثيرون الاستفادة من الفيس بوك في نشر وتسويق أعمالهم ـ بشكل بسيط ـ بعيدًا عن التعقيدات؛ وذلك بإنشاء صفحة خاصة بهذا النشاط أو العمل، تقوم مقام الموقع الخاص بالشركة أو المؤسسة؛ بل إن الـفيس بوك ـ كوسيلة تسويق سهلة ومجانية ـ أصبح الكثيرون من أصحاب المشاريع الصغيرة يستفيدون من إمكاناته الهائلة وخدماته المتنوعة، التي تمكنهم من الانتشار بسهولة، والتواصل المباشر مع عملائهم عبر هذا الموقع، (وهناك أيضًا طرق مدفوعة).
وعلى المستوى الترفيهي: أيضًا لم يهمل الفيس بوك حاجة المجتمع العصري إلى المرح، والاسترخاء بعيدًا عن الملل الذي تسببه روتينية العمل اليومي؛ لذا كان العديد من الوسائل المسلية والممتعة: من مجموعات ترفيهية، أو تطبيقات، أو ألعاب، يمكنك ـ من خلالها ـ أن تقضي وقتًا ممتعًا مع
أصدقائك، أو وحدك أيضًا؛ حتى تعود إلى مزاولة نشاطاتك على أريحيتك الطبيعية.
هذه هي اولى مشاركاتي في هذا المنتدى اتمنى ان تعجبكم مواضيعي